بالصور سلاح الأنفاق: جحيم الغزاة.. والردع الأقوى

الساعة 12:16 م|02 أكتوبر 2014

الإعلام الحربي

يعتبر سلاح " الأنفاق" واحداً من أهم المفاجئات العسكرية الإستراتيجية التي أظهرتها المقاومة الفلسطينية في معركة "البنيان المرصوص" إلى جانب العديد من المفاجئات التي كشفتها سرايا القدس وفصائل المقاومة الفلسطينية، فكان لها تأثيرها الكبير على مجريات الحرب لصالح المقاومة الفلسطينية، وتكبيد العدو الصهيوني خسائر فادحة في صفوف جنود نخبته  ـــ الذين دبّ في صفوفهم الرعب والخوف من الموت ـــــ بالإضافة  لعتاده العسكري الذي كان يتفاخر بقوة تحصينها، الأمر الذي دفع قادة الاحتلال إلى وقف العملية البرية وسحب كافة القوات العسكرية إلى داخل حدود فلسطين المحتلة من عام 48، رغم الدعم الكبير الذي حظي به جيش الاحتلال من العديد من الدول وعلى رأسهم أمريكا.

السرايا عيون لا تعرف الكرى

سلاح "الأنفاق" كان ولازال واحداً من الأسلحة التي حرصت المقاومة الفلسطينية على إخفائها عن كافة أجهزة رصد الاحتلال، لذلك  قرر موقع "الإعلام الحربي" تسليط الضوء على هذا السلاح النوعي الذي سمحت سرايا القدس  بإلقاء الضوء على جزء قليل منه، فما خفي كان أعظم.

"أبو عبد الرحمن" أحد مجاهدي سرايا القدس، أكد أن العمل في الأنفاق متواصل ومستمر رغم القصف الصهيوني العنيف الذي تعرضت له معظم المناطق في قطاع غزة، موضحاً أن سرايا القدس استطاعت من خلال المعارك التي خاضتها مع العدو الصهيوني اكتساب العديد من الخبرات  في حفر الأنفاق بطرق ومقاييس تسمح لها بالبقاء لفترة طويلة رغم ما قد تتعرض له من قصف.

وقال أبو عبد الرحمن لـ "الإعلام الحربي" :"أطمئن شعبي ومن يناصرنا من أمتنا الإسلامية والعربية، أن المقاومة بخير وبكامل عافيتها وجهوزيتها، رغم ما قدمته من خيرة أبنائها في معركة البنيان المرصوص".

وأضاف "بفضل الله لدينا جيش من الرجال يعملون الليل بالنهار لحفر المزيد من الأنفاق، وتحسين وزيادة عمق ومساحة بعض الأنفاق الأخرى، إلى جانب صناعة المزيد من الصواريخ بعيدة المدى، استعداداً لأي مواجهة قادمة مع العدو".

أما المجاهد أبو محمد فتطرق في حديثه لـ"الاعلام الحربي"، إلى ما حققه سلاح الأنفاق من حالة ردع للعدو الصهيوني، وإجباره على الانسحاب، بعد أن رفضت وحدات نخبته المقاتلة الدخول إلى عمق غزة، خشية الموت الذي كان يلاحقهم من فوق الأرض وتحتها، مؤكداً أنه والعديد من المجاهدين كانوا يسمعون صراخ الجنود الصهاينة وهم يتحدثون إلى قادتهم وهم يبكون عبر وسائل اتصالهم "اللاسلكية" بفضل ضربات المقاومة التي تلقوها بالمعركة الاخيرة.

وقال أبو محمد لـ "الإعلام الحربي":" الحياة تحت الأرض مختلفة تماماً، ولكن في سبيل الله كل شيء يهون، فرغم المخاطر الجمة التي كنّا نتعرض لها، إلا إننا على ثقة بنصر الله، فكنّا نعمل الليل بالنهار دون توقف".

وأشار أبو محمد إلى ان عمل الأنفاق كان ينقسم إلى ثلاثة أقسام، قسم لتنفيذ مهمات جهادية محددة ضد القوات الصهيونية، وآخر لقصف المغتصبات والمدن والعمق الصهيوني بصواريخ فجر وبراق وقدس وغيرها، وأنفاق كانت مهمتها استهداف أماكن تجمع الآليات الصهيونية وجنود الاحتلال سواء داخل الأراضي المحتلة، أو استهداف القوات المتوغلة داخل مدننا وبلداتنا شمال وشرق غزة وخان يونس ورفح والوسطى".

ونوه المجاهد ابو محمد إلى ما حققته وحدة الدروع التابعة للسرايا عبر الأنفاق من انجازات، حيث قتلت أكثر من تسعة جنود في منطقة خزاعة، ومجمع اشكول، وقامت أيضاً بفك حصار قام به العدو لمجاهدي كتائب القسام ببلدة القرارة، إلى جانب ما حققته الوحدة الصاروخية من انجاز كبير أيضاً تمثل في إصابة أهدافها بدقة داخل العمق الصهيوني وتحديداً في "ديمونا"، و"تل ابيب" و"القدس"، وغيرها من المغتصبات التي تم استهدافها بمئات الصواريخ.

 الأنفاق كشفت عورة الكيان

المحلل العسكري اللواء يوسف الشرقاوي، بدوره أكد أن الأنفاق شكلّت مفاجئة من العيار الثقيل للجيش الصهيوني الذي تقهقر أمامها مهزوماً ومرعوباً، موضحاً أن المقاومة الفلسطينية نجحت في إخفاء هذا السلاح الاستراتيجي عن أعين العدو الصهيوني، من خلال التمويه والتكتم عليه، وتضليل العدو بالحديث عن الأنفاق التجارية التي تربط قطاع غزة بمصر.

 وقال الشرقاوي لـ"الاعلام الحربي":" سلاح الأنفاق كان السلاح الأنجع خلال المعركة الاخيرة، من حيث حجم العمليات البطولية التي نفذتها المقاومة خلف خطوط العدو وشكلت صفعة قوية له ولأجهزته الاستخباراتية، وفي المواجهة المباشرة مع جنوده الذين رفضوا الدخول إلى غزة خشية الموت، إضافة إلى العدد الكبير من جنود الاحتلال الذين سقطوا في المعارك التي وقعت على تخوم غزة".

 ولفت المحلل العسكري إلى التصريحات التي أطلقتها وحدة النخبة في جيش الاحتلال الصهيوني "أنها غير مستعدة للموت في غزة" وهذا الدليل الواضح على حجم الخسائر الكبيرة التي تكبدها العدو في معركة "البنيان المرصوص" ويحاول العدو إخفائها لكنها ستنكشف، مؤكداً أن معركة البنيان المرصوص أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن الجيش الذي لا يقهر قهر أكثر من مرة حتى بات هشاً وضعيفاً.

وشدد الخبير العسكري على أهمية سلاح الأنفاق كسلاح استراتيجي يهدد امن الكيان الصهيوني ويشكل هاجس امني لجيشه ومستوطنيه.

وأعرب الشرقاوي عن ثقته الكاملة بالمقاومة التي لازالت صلبة وقوية، وتمتلك زمام المبادرة والإقدام، رغم قلة الإمكانات مقارنة بما يمتلكه العدو من ترسانة عسكرية الأضخم والأقوى على مستوى المنطقة، إضافة الى عظم المؤامرة التي تحاك ضدها من القريب والبعيد.

وختم حديثه قائلاً: "المقاومة في فلسطين انتصرت بحاضنتها الراقية "شعب غزة"، وبتكتيكاتها وسلاحها النوعي ومفاجئاتها التي أربكت حسابات العدو، وقصفها لـ "تل أبيب والقدس وديمونا ونتانيا" وغيرها، وهذا حمل الكثير من  الدلالات أهمها أن امن الكيان الصهيوني في مهب الريح"، مؤكداً أن المقاومة باتت تمتلك كل أوراق القوة، ولن يستطيع احد أن ينزعها منها، مهما عظمة الضغوط.

من وحي القرآن نستقي النصر

ونختم هنا بقوله تعالى ( لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون)،  وقوله  تعالى ( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة)، وقوله تعالى ( يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون )، فهذا ما نراه اليوم حقيقة يا أولي الأبصار، و"ما النصر إلا من عند الله".


سلاح الانفاق سرايا القدس
141001100206uWwK
سلاح الانفاق سرايا القدس
سلاح الانفاق سرايا القدس
سلاح الانفاق سرايا القدس
سلاح الانفاق سرايا القدس