بالصور الشهيد وسيم المصري: كتب وصيته بقلمه وترجم معانيها بطهر دمه

الساعة 11:58 ص|22 سبتمبر 2014

الإعلام الحربي

ماذا يقول اللسان ؟! ... ماذا يخط البنان ؟! ... إن الحديث عن سير الشهداء لأمر جد عظيم .. أمر لا يستطيع أحد أن يوفّيه حقه ... فها هم شهداؤنا يخطّون سيرهم بدمائهم ونحن نخط هذه السير بمداد أقلامنا .. فشتّان شتان بين هذا وذاك .. فهم عاشوا لفكرة عظيمة حملوا لأجلها أرواحهم على أكفّهم وساروا تحت لواء الجهاد الإسلامي ورفعوا  راية "لا إله إلا الله" ودافعوا ... وقدموا أنفسهم رخيصة في سبيل الله .. خلال معركة البنيان المرصوص وبعد أن أمطر المغتصبات الصهيونية بوابل قذائفه الصاروخية استطاع بان يكتب وصيته بحبر قلمه ليسطر بعد يومين معانيها بدمه الطاهر.

 

بزوغ الفجر

والدة الشهيد وسيم المصري تحدثت لـ "الإعلام الحربي" عن نشأته ولحظة بزوغ فجر فلذة كبدها، قائلةً: "رزقني الله بوسيم بتاريخ 9 / 1 /1992 م ومنذ صغره كان كالطيف خفيف الظل لا أذكر يوما كان فيه مشاكسا بالعكس كان محبوبا من الجميع، وإذا تواجد في البيت تجد البيت كخلية النحل الكل مجتمع حوله وهو يمازح هذا ويضحك مع هذا، مضيفةً بأنه كان من الطلاب المتفوقين في دراستهم فقد أنهى تعليمه الثانوي ليلتحق بكلية التربية في جامعة القدس المفتوحة.

 

وأضافت الام المجاهدة: "كان نجلي وسيم ينسق بين عمله التنظيمي والعسكري وبين دراسته فيعطي كل شيء حقه دون أن يؤثر على تحصيله الجامعي، مشيرةً إلى أنها كانت تعرف طبيعة العمل العسكري له ولا تستطيع أن تمنعه من الاستمرار فيه لأنه كان يحرص حرصاً شديداً على الجهاد في سبيل الله وكنت دائما أدعو له بالتوفيق من الله".

 

محباً لوالديه

من جانبه أوضح والد الشهيد وسيم المصري بأنه كان مميزاً منذ بزوغ فجره فالجميع معجب بشخصيته وحركاته، مما جعلنا نلتفت إليه حيث كان يحب الاجتماع بأهله في أوقات فراغه فالوقت الذي يكون فيه غير مشغول ولا يوجد عليه عمل يكون في المنزل مجتمع بأهله، وكان دوماً يقول لي ولوالدته انتم أغلى شيء عندي ولا يوجد أغلى منكم سوى حبي لله ولرسوله.

 

وتابع حديثه لـ "الإعلام الحربي" قائلاً:"  كتب نجلي وسيم رحمه الله وصيته قبل استشهاده بيومين الأمر الذي زاده فخرا عندما قرأ وصيته وارتحت عندما قرأت وصيته بعد استشهاده حيث رد لي الفضل لي وأرجا لي السبب في حبه للجهاد والاستشهاد في سبيل الله ".

 

آخر اللحظات

واستذكرت والدة الشهيد المجاهد "وسيم المصري" اللحظات الأخيرة التي عاشتها معه قائلةً: "بعد ان اشتدت الحرب وزاد تهديد العدو بضرب عزبة بيت حانون جاء وسيم واخبرنا بضرورة إخلاء البيت والذهاب لمكان امن وبالفعل أخلينا البيت وذهبنا لبيت عمه إلا أن وسيم لم يخرج معنا وظل وحده في المنزل".

 

وأوضحت:" بقي وسيم في المنزل ليقوم بعمله الجهادي ويعود إلى البيت وكان يعد سحوره وإفطاره لوحده، وبتاريخ 25 / 7 /2014 م وردنا خبر استهداف المنزل بطائرات الأباتشي فأرسلنا سيارتين إسعاف وبحثوا في كل المنزل ولم يجدوا وسيم وبعد يومين أعلنت التهدئة لثلاث أيام فعدنا إلى المنزل وشاهدنا الدمار الذي خلفه القصف وبحثنا عن وسيم في المنزل فلم نجده وبدأنا بالبحث عنه حول المنزل فوجدناه مستشهدا تحت أشجار التفاح  خلف المنزل، فلم أتحمل صعوبة الموقف ولا أستطيع أن أصف المشهد حيث كان مستلقيا على الأرض والشظايا تملا جسده لكن والحمد لله رايته وهو مستشهد كأنه نائم والطمأنينة تملا قلبه.

 

نشاطه في الجهاد الإسلامي

أبو إبراهيم مسئول حركة الجهاد الإسلامي في عزبة بيت حانون تحدث لـ "الإعلام الحربي"  عن بداية التحاق الشهيد المجاهد وسيم المصري بالحركة ونشاطه بصفوفها، قائلاً: "التحق شهيدنا وسيم بصفوف حركة الجهاد الإسلامي عام 2006 م حيث كان مواظباً على الصلاة في مسجد الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي، ملتزما فيه وكان يقضي أوقاته فيه وكان ايضا يرتب ويتابع حلقات التحفيظ فيه، وحريصاً على إعداد جيل رسالي يحمل رسالة النبي ويفهم نهج الإسلام  ويمضي على خطى الصحابة والشهداء.

 

ومضى يقول:" كان وسيم تقبله الله شاباً مخلصاً يشارك في كافة فعاليات الحركة ولا يتردد لحظة في تقديم المساعدة في العمل الجماهيري، فقد عرف شهيدنا وسيم حركة الجهاد الإسلامي فاخلص لها الانتماء.

 

رحلته الجهادية المشرفة

أبو عبد الرحمن أحد قادة سرايا القدس بكتيبة الشهيد عبدالله السبع تحدث لـ "الإعلام الحربي" عن طبيعة العمل العسكري الذي تكلف به الشهيد المجاهد وسيم المصري، فقال : "بعد أن شاهد قادة السرايا بكتيبة الشهيد عبدالله السبع التزامه وهدوئه إلى جانب شجاعته وإقدامه تم تنظيمه في صفوف السرايا عام 2007 م وخضع شهيدنا لعدة دورات تدريبية بعدها أصبح مجاهدا ومرابطا على الحدود الشرقية لبلدة بيت حانون الأمر الذي جعله يشارك في صد الاجتياحات المتكررة على الحدود الشرقية والشمالية لبلدة بيت حانون.

 

وبعد أن اثبت شهيدنا جرأته وشجاعته رأى قادة السرايا في الكتيبة بان يكون احد فرسان الوحدة الصاروخية والتي استطاع شهيدنا بان يذيق العدو الصهيوني الويلات في المعارك التي خاضتها سرايا القدس مع العدو وقد كتب الله له النجاة عدة مرات بعد استهداف طائرات العدو له أثناء إطلاقه للصواريخ، مؤكداً على دور الشهيد البارز في عمليات إطلاق الصواريخ أثناء معركة البنيان المرصوص الأمر الذي جعله مستهدفا من قبل الاحتلال الصهيوني.

 

رحيل الزهور

بتاريخ 25 / 7 / 2014 م  بعد ان نجا من قصف طائرات الاباتشي لمنزله المتواجد فيه أراد بأن ينسحب للأرض الزراعية المجاورة لمنزله فباغتته طائرات الاستطلاع بصاروخ على الأقل لتصيبه الشظايا في أنحاء جسمه ويرتقي شهيداً ليروي بدمه الطاهر تراب فلسطين.

 



وسيم المصري

وسيم المصري

وسيم المصري

وسيم المصري