خبر اسرائيل والفلسطينيون يعودون الى مائدة التفاوض- هآرتس

الساعة 09:23 ص|21 سبتمبر 2014

بقلم: عاموس هرئيل

(المضمون: يرى جهاز الامن الاسرائيلي أن اطلاق النار بين اسرائيل وحماس لن يُجدد في نهاية الاسبوع لأن حماس لن تعرض نفسها لخطر مواجهة عسكرية جديدة - المصدر).

 

ستجدد اسرائيل والفلسطينيون هذا الاسبوع في القاهرة الاتصالات لهدنة بعيدة المدى في قطاع غزة. في 27 آب حينما دخلت الهدنة التي أنهت الخمسين يوم قتال بين اسرائيل وحماس، حيز التنفيذ، تم الحديث عن محادثات ستجرى في خلال ثلاثين يوما. ولا يعني ذلك أن اطلاق النار سيجدد في نهاية الاسبوع القريب لكنه حُدد مع ذلك أجل مسمى ينظر الطرفان اليه. وإن صعوبة أن تعرض حماس الى الآن انجازا على سكان غزة يمكن أن يسوغ ولو متأخرا معاناتهم زمن الحرب هذا الصيف، تُعقد الوضع وتثير خوفا ما من الآتي.

 

يبث قادة حماس في الآونة الاخيرة رسائل مختلفة عن نواياهم، فقد قال موسى أبو مرزوق الذي جاء الى القطاع من مقره الدائم في القاهرة إنه اذا لم يرفع الحصار عن القطاع فلا مناص من حرب اخرى. وقال مسؤول كبير آخر هو محمود الزهار إن حماس ستوافق على قبول وجود رجال السلطة الفلسطينية في القطاع لكن مراقبين لا قوة أمنية.

 

وأصبحوا في السلطة الفلسطينية يشتكون من أن حماس تنوي أن تراكم صعابا في وجه ارسال نشطاء اجهزتها الامنية الى القطاع، وأنه سيكون من الصعب من غير الاتفاق على ذلك تجديد فتح المعابر الى اسرائيل ومصر من اجل انتقال منظم للناس والسلع.

 

وبين يدي ذلك توتر مستمر بين السلطة الفلسطينية وحماس برغم أن المصريين يتوقعون من المعسكرين ارسال وفد مشترك للمحادثات في القاهرة.

 

تقوم في مركز تبادل الاتهامات في الايام الاخيرة قضية السفينتين اللتين غرقتا في البحر المتوسط وعليهما فلسطينيون من سكان القطاع هربوا منه بغية البحث عن مستقبل افضل في اوروبا. وتستغل السلطة الفلسطينية القضية لاتهام حماس بالاضرار بالشعب الفلسطيني لأن صورة سيطرة المنظمة على القطاع (ويتضمن ذلك ايضا سلسلة المواجهات العسكرية مع اسرائيل)، أفضت بالسكان الى هذا القدر من اليأس حتى إنهم أرادوا أن يغادروه بكل وسيلة مخالفين مخالفة تامة روح الكفاح، ويزعمون في السلطة أن نشطاء حماس يشاركون الآن ايضا في استعمال أنفاق يخرج اللاجئون الى سيناء منها في طريقهم الى الابحار.

 

يرى جهاز الامن في اسرائيل الآن أنه لن يُجدد اطلاق النار في نهاية الاسبوع. والدعوى، كما عبر عنها في الاسبوع الماضي وزير الدفاع موشيه يعلون هي أن الردع الاسرائيلي قوي بما يكفي

 

وأن حماس لن تخاطر الآن بمواجهة عسكرية اخرى بسبب الاضرار التي خلفتها الحرب في الصيف في غزة.

 

لكن ما زالت توجد عناصر كثيرة قادرة على أن تحرق الطبيخ أهمها، مع العداوة بين السلطة وحماس، متعلق بالايقاع البطيء لجهود الاعمار. وقد أعلنت الامم المتحدة في الاسبوع الماضي عن انشاء جهاز يراقب نقل مواد البناء لتعمير ما أضر به القتال، لكن المال يتدفق بطيئا ولا تقل البيروقراطية بطأً عنه. ويتوقع أن يصاحب مشهد مئات آلاف السكان بلا مكان سكن في غزة، أن يصاحب سلطة حماس في القطاع شهورا كثيرة بعد.

 

لا يمكن ايضا تجاهل احتمال وقوع حوادث عسكرية نقطية تؤجج التوتر، وأصبح الفلسطينيون في القطاع يشتكون من عدة وقائع أطلقت فيها سفن سلاح البحرية الاسرائيلية النيران على قوارب اقتربت من حدود منطقة الصيد التي تبيحها اسرائيل قبالة الساحل، ومن دخول قوات برية للجيش الاسرائيلي الى داخل القطاع في عدة فرص وراء الجدار الحدودي للتمشيط وللعثور على متفجرات.

 

تبين كما يبدو أن منظمة الجهاد الاسلامي هي التي أطلقت قذيفة الهاون التي أطلقت في الاسبوع الماضي الى ارض فارغة في غلاف غزة، وربما كانت تلك تجربة اطلاق تشوشت، وعلى كل حال لم ترد اسرائيل ردا عسكريا واكتفت بتهديد عام لحماس لاول اخلال فلسطيني بالهدنة.

 

سخونة في لبنان

 

في جنوب لبنان سقطت أمس (السبت) طائرة صغيرة بلا طيار للجيش الاسرائيلي من طراز "راكب السماء"، في زمن مهمة تصوير فوق بلدة مرج عيون. وقد حدثت مثل هذه الاحداث في الماضي لكن الحادثة أمس وقعت بعد وقت قصير من تصريحات ضابط رفيع المستوى في قيادة الشمال تحدث عن تطور استعدادات حزب الله لتصبح احتمال مواجهة عسكرية مع اسرائيل في المستقبل.

 

لا تبدو تلك المواجهة العسكرية احتمالا معقولا في الفترة القريبة لأن حزب الله ينشر قواته الآن في سوريا والعراق وهما دولتان يشارك مشاركة فاعلة في الحربين الاهليتين الجاريتين فيهما.