خبر غزة: سوسة النخيل تنغص على المزارعين موسم القطاف

الساعة 05:54 ص|20 سبتمبر 2014

غزة

لم يعد موسم حصاد البلح وقتا مفضلا بالنسبة لمئات المزارعين، ممن يكدحون ويعملون طوال العام، بانتظار حصاد ثمارهم وبيعها في الأسواق.

فقد حولت "سوسة النخيل الحمراء"، أو كما يسميها المزارعون بـ"العدو القاتل"، فرحة المزارعين إلى حزن وقلق، خوفا من وصول الآفة الخطيرة إلى حقولهم، وضرب أشجارهم، سواء كانت المثمرة أو اليافعة.

فالحشرة التي وصلت القطاع قادمة من شبه جزيرة سيناء قبل عدة سنوات، باتت تشكل التهديد الأكبر لأشجار النخيل في قطاع غزة، والتي تمت زراعة عشرات الآلاف منها خاصة في المناطق المحررة، إذ تعمد الحشرة الطائرة إلى الوصول لقلب شجرة النخيل "جمارة"، لتضع فيها آلاف البيوض، التي تتحول إلى حشرات شرهة بعد فقسها، تلتهم قلب الشجرة وتقتلها.

تهديد قاتل

المواطن علاء عبد الله، من سكان بلدة مصبح شمال مدينة رفح، أكد أن سوسة النخيل أصابت العديد من الأشجار في المنطقة التي يقطن فيها، وخلقت حالة من الرعب والإرباك في صفوف المزارعين، الذين بات بعضهم يضطر لتسلق الأشجار الشاهقة مرة واحدة على الأقل أسبوعيا، ورشها بمبيدات حشرية، قادرة على قتل أو إبعاد الحشرة الطائرة عنها.

وبين عبد الله، أن مكافحة تلك الحشرة أمر صعب، خاصة أن أشجار النخيل شاهقة الارتفاع، والمداومة على رشها أمر مكلف ماديا، ومرهق جسديا، لكنه بين أن معظم المزارعين يراهنون على قدوم فصل الشتاء البارد، حيث يتوقف نشاط الحشرة، ولا تشكل تهديدا خلاله.

ورغم ذلك، أكد عبد الله أنه يولي الأشجار التي زرعها مؤخرا اهتماما كبيرا، ويواظب على رشها، ويتفقدها باستمرار، محاولا إبعاد خطر تلك الآفة عنها، خاصة بعد أن وصلت للمنطقة.

مئات الأشجار أتلفت

واستطاعت تلك الحشرة، قتل وإتلاف المئات من أشجار النخيل، خاصة في منطقة مواصي خان يونس ورفح على الشريط الساحلي، وقد اتخذت الجهات المعنية إجراءات عدة من أجل وقف خطرها، لكنها تخرج من بياتها الشتوي، وتجدد نشاطها بعد انتهاء الفصل البارد من كل عام.

فرحة منقوصة

وبجد واجتهاد بدأ عشرات المزارعين بجني محصول البلح في منطقة المواصي الساحلية غرب المحافظة، حيث شوهد مواطنون يتسلقون الأشجار، ويقومون بقطع القطوف الناضجة، بينما تقوم مركبات وعربات كارو بنقلها إلى الأسواق.

ويقول المواطن محمود شلوف، إنه يشعر بفرحة منقوصة هذا العام، رغم غزارة الإنتاج وجودته، فهو بات يخشى أن يأتي العام القادم، ويجد أشجاره قد أصيبت بتلك الآفة، خاصة وأن النخيل يشكل جزءاً مهماً من دخل العائلة السنوي، إلى جانب الزراعة وصيد الأسماك.

وبين شلوف، أن كافة المزارعين انتشروا في حقول البلح بجد واجتهاد، وجميعهم يبتهلون إلى الله أن يحمي أشجارهم، من الخطر الذي لم يعرفوه طوال حياتهم.

صعوبة مكافحتها

وبين أن مشكلة الحشرة المذكورة تكمن في أمرين، أولهما صعوبة مكافحتها ومنعها من الوصول للأشجار، وثانيهما اكتشاف إصابة الأشجار بها في وقت متأخر، حينها لا تجدي أي محاولات لإنقاذها.

وطالب شلوف الجهات المعنية بمساعدة المزارعين في التصدي لتلك الآفة ومكافحتها، من أجل حماية محصول البلح في قطاع غزة.

ويعتبر النخيل مصدر دخل لمئات الأسر، حيث تم توسيع زراعته خلال السنوات الماضية، خاصة في مناطق غرب مدينتي رفح وخان يونس.