خبر العيد الخفي على الناظر -يديعوت

الساعة 08:52 ص|17 سبتمبر 2014

بقلم: ايتان هابر

(المضمون: كان السلام مع مصر وما يزال مكسبا كبيرا لاسرائيل لأنه أتاح لها 36 سنة من الهدوء وعدم أزهاق أرواح جنودها ومواطنيها في حروب كل عدة سنوات - المصدر).

إن اليوم يوم عيد لدولة اسرائيل، لكن قليلين من مواطنيها يعلمون ذلك؛ فهو عيد خفي على الناظر.

في مثل هذا اليوم يكون انقضى 36 عاما على توقيع اتفاقات كامب ديفيد التي أفضت الى اتفاق السلام مع مصر. هل سلام مع مصر؟ يجب أن تكون قد مرت خمسون سنة كي نفهم معنى هذا السلام. لأنه كم هم الذين يتذكرون أن مصر قادت تقريبا كل الاعمال السياسية والعسكرية على اسرائيل الى ما قبل 36 سنة؟ وأن الجيش المصري الصديء والقديم وغير الناجح فاجأ الجيش الاسرائيلي الكبير والرهيب وضربه ضربة قاسية؟.

 

اشتغلت دولة اسرائيل منذ يوم انشائها بالتهديد المصري. وقد قامت وسقطت كل خطوة وكل قرار وكل فعل وتقصير إثر القرارات في القاهرة. وكانت حياتنا العملية متعلقة سنين طويلة بالقصر الرئاسي المصري؛ بجمال عبد الناصر وأنور السادات وغيرهما. وقد ضربناهم وحطمنا جيشهم واقتصادهم وطاردناهم لكن المصريين نجحوا دائما في أن ينفضوا عن أنفسهم غبار الفشل ليُبعثوا مجددا.

 

سأتذكر الى الأبد المرحلة الثالثة من تلك الليلة قبل 36 سنة، أعني المكالمة الهاتفية التي تلقيتها من وزير الدفاع عيزر وايزمن في الرابعة فجرا وبلاغه المتأثر إذ قال: "نحن في الطريق الى البيت الابيض لمراسم التوقيع. يوجد سلام مع مصر". ومكالماتي الهاتفية على عجل لاصدقاء في الرابعة فجرا مع الابلاغ المفرح ودون أي اعتذار بسبب الساعة المبكرة. والفرح المخنوق والسفر الى المقبرة العسكرية في كريات شاؤول في ذلك الصباح كي أقول للاصدقاء الصامتين إن البشرى الكبيرة قد فاتتهم.

 

إن الاسرائيليين، مثل اليهود جميعا، شعب مغيظ ومتعطش الى حب العالم ايضا. وسيقول كثير منهم اليوم ايضا: أهذا سلام؟ لم يكن يوجد سياح من هناك، ولم يعد يوجد سياح الى هناك

 

ايضا. والعلاقات التجارية؟ لا شيء على الاطلاق. إن المصريين يكرهوننا ويحرقون الأعلام. ومن الخطر على النفس أن تكون اليوم اسرائيليا في القاهرة. ولماذا لا يأتون إلينا؟ ولماذا يُعادوننا هذا العداء؟.

 

إن جوابنا بسيط حتى الألم وهو أنهم لا يحبوننا بل إنهم يكرهوننا. وهم يحرقون الأعلام الاسرائيلية كما في باريس ولندن وبرلين. وهم لا يريدون وجودنا كما هي الحال في سائر العالم العربي الذي هم جزء منه. وليكن. إنه لم توجد حروب بيننا منذ 36 سنة، فقد كانت دولة اسرائيل قادرة مدة 36 سنة على أن توجه مواردها الى الاقتصاد والتربية والصحة من غير أن تنشيء فرقا مدرعة اخرى وآلافا كثيرين من الجنود وآلاف الاستدعاءات الى تأدية الخدمة الاحتياطية لحراسة حدود اسرائيل مع مصر.

 

صحيح أنه وجدت عمليات ارهابية وقتل اسرائيليون في القاهرة وفي الطريق اليها. لكن – ولا لكن مع الضحايا – عدد القتلى في كل تلك السنين لم يكد يبلغ الى مثل عدد الضحايا في عملية ارهابية كبيرة واحدة في حافلة في تل ابيب أو القدس. وكل ضحية من تلك الضحايا عزيزة علينا كالمئات الكثيرين الذين قتلوا في معارك مع المصريين في حرب الاستقلال، والمئات الذين قتلوا في معركة سيناء وحرب الايام الستة، والآلاف الذين قضوا نحبهم في حرب يوم الغفران.

 

نحن مستعدون لاحتمال التشهير باسرائيل، ولمشاهدة الاعلام المحروقة. ونحن مستعدون لكل شيء ليس فقدان حياة آلاف من أبنائنا في جولة حرب كل بضع سنوات. أفقد ينقضي ذلك غدا؟ اذا نكون ربحنا 36 سنة هدوء وهذا شيء ما في تاريخ الصهيونية ايضا. وربحنا حياتنا وحياة أبنائنا وأحفادنا. فالـ 36 سنة تُعد شيئا ما ايضا في العالم الرهيب القاسي الذي نحيا فيه.

 

وهذه فرصة ايضا لنشكر من يستحق الشكر وربما مناحيم بيغن وموشيه ديان وعيزر وايزمن قبل الجميع، وهم الذين حلموا طوال حياتهم ببير تمادا وبير جفجافا ومملكة اسرائيل الثالثة

 

وكانوا ينشدون في الحمام اناشيد العشق لسيناء. وقد عدوا بالسكن في سيناء وقالوا "شرم الشيخ بلا سلام أفضل من سلام بلا شرم الشيخ"، ثم أظهروا الزعامة وغيروا آراءهم بازاء الواقع.

 

يسير ويحيا في هذه اللحظة في شوارع تل ابيب وكفار سابا ومعلوت آلاف لا يعلمون أنهم مدينون بحياتهم لتلك الزعامة ولهذا لا يحتفلون اليوم ايضا بهذا العيد الخفي على الناظر.