خبر المحاضر تكشف عن كيفية ادارة مكتب رئيس الاركان.. هآرتس

الساعة 12:07 م|09 سبتمبر 2014

أشعر بصدع كبير في الثقة... انتقضت قواي... أنا أحميك بجسمي وبنفسي.

        تذكر ايضا أنني أحبك ولا تفرط افراطا مختلفا.

        أظن أنني أقوم بعمل لا بأس به.

        أنت تقوم بعمل ممتاز.

        شدة حبي وتقديري...

        لكن ذلك متبادل، يا آفي. ما الذي تريد؟... قبلاتي لـ بنينا، باي.

        باي.

        (7 أيار 2010، ساعات ما بعد الظهر. متحدث الجيش الاسرائيلي العميد آفي بنياهو، يتحدث عن مشكلاته على مسامع رب عمله رئيس هيئة الاركان الفريق غابي اشكنازي).

        أجاز قاضي محكمة الصلح في ريشون لتسيون، مناحيم مزراحي، في صباح يوم الاثنين بطلب من صحيفة "هآرتس" وبوساطة المحاميين باز موزار وميخال نيتسر من مكتب لبليخ – موزار، أجاز نشر بعض المحاضر بين رئيس الاركان آنذاك غابي اشكنازي ومساعده ايرز فينر، ومتحدث الجيش الاسرائيلي آنذاك آفي بنياهو، والمحلل العسكري للقناة الثانية ايضا روني دانيال، والمستشار القانوني للحكومة يهودا فينشتاين ومسؤولين كبار آخرين مشاركين في القضية التي حظيت باسم "قضية هرباز".

        إن قرار محكمة الصلح على رفع حظر نشر عدد من المحاضر في قضية وثيقة هرباز يُمكن مرة اخرى من النظر في تعويجات القضية التي عصفت بالقيادة الامنية في الدولة قبل اكثر من اربع سنوات، وتلقي ضوءا على سلوكها.

        إن تحقيق الشرطة للقضية مجددا الذي انتهى في الاسبوع الماضي الى توصية بتقديم لوائح اتهام لرئيس هيئة الاركان السابق غابي اشكنازي وضباط كبار آخرين، استدعى الى مكاتب وحدة التحقيق طائفة من الشهود والمحقق معهم من كبار قادة جهاز الامن ومساعديهم ومستشاريهم في الخدمتين الالزامية والتقاعدية. وتملك الشرطة اليوم قدرا ضخما من الشهادات والاشرطة المسلجة اكثر كثيرا مما كان يملك العاملون في مكتب مراقب الدولة الذين نشروا تقريرهم النهائي عن القضية في كانون الثاني 2013. وستتبين الحقيقة تبينا كاملا حينما تنشر المادة الكاملة فقط.

        لكن رفع الحظر يسمح بنشر معلومات كثيرة اجتمعت خلال الفحوص والتحقيقات لم يكن يمكن نشرها الى اليوم، لاول مرة. ويعتمد جزء كبير من المادة كأكثر التقارير في الماضي على نظام التسجيلات الواسع الذي كان يعمل في مكتب رئيس الاركان آنذاك، اشكنازي. وينبه مؤيدو اشكنازي وبحق الى أنه لا توجد تسجيلات مشابهة من مكتب خصمه وزير الدفاع آنذاك اهود باراك. لكن قراءة محاضر الاحاديث التي تمت في مكتب اشكنازي تُمكن من نظر من الداخل تقريبا الى صورة سلوك مكتب أرفع الضباط رتبة في الجيش الاسرائيلي في تلك الفترة.

        حتى لو كانت هذه نصف صورة فقط فانها قادرة على أن تعلمنا شيئا غير قليل – ويبدو أنها تُمكن في نظر الشرطة ايضا من التأسيس لأدلة كافية على وجود جناية على بعض المشاركين. وحتى لو تبين أنه لا توجد هنا جنايات سافرة فان الاشرطة المسجلة تكشف عن مشكلات اخلاقية خطيرة وتدل على شيئين على الأقل وهما مبلغ تحول اختلافات في الرأي موضوعية الى صراع شخصي قبيح في قيادة الدولة العليا، ومبلغ عظم الوقت والطاقة اللذين أنفقهما رئيس الاركان والعاملون معه (برغم أنهم زعموا خلاف ذلك) على شجار مع المستوى السياسي المسؤول عنهم.

        في الفترة التي فحصت عنها التحقيقات وثق في مكتب اشكنازي 22 ألف ساعة حديث شملت اكثر من 40 ألف حديث. وحصل مراقب الدولة على 1060 حديثا استخرج العاملون معه منها 90 حديثا رأوا أنها لها صلة بما يفحصون عنه. واستمعت الشرطة لاحاديث اكثر. وتتناول الاحاديث التي ستقتبس هنا تفرعات جانبية للقضية ومنها كيفية تداخل الصراع بين باراك واشكنازي وسؤال من منهما تلقى عليه مسؤولية اخفاق السيطرة على القافلة التركية الى غزة في أيار 2010.

        لكننا في البداية نذكر تذكيرا قصيرا بأن اشكنازي عاد الى صفوف الجيش الاسرائيلي في شباط 2007 بعد استقالة سلفه دان حلوتس عقب الاخفاق في حرب لبنان الثانية. وعاد باراك ليصبح وزير الدفاع بعد ثلاثة اشهر بعد أن أفضى الى عزل سلفه عمير بيرتس. وتضعضعت العلاقات بين الاثنين لاسباب سياسية، فقد كان باراك قلقا بسبب الشعبية العامة المتزايدة لرئيس هيئة الاركان ويخشى أن يهدد اشكنازي الذي كان يحرص على أن ينسج علاقات متشعبة في الميدان الحزبي، أن يهدد مكانته في قيادة معسكر الوسط – اليسار بعد ذلك. وتشاجر الاثنان على طائفة من الامور في مقدمتها نيل التكريم العام عن عملية "الرصاص المصبوب" في قطاع غزة (كانون الثاني 2009) وتعيين نائب رئيس الاركان (بُريء اللواء بني غانتس من الفساد في آب 2009). وجعل الشجار أداء العمل الجاري بين المكتبين صعبا ولا سيما بعد تولي يوني كورن منصب رئيس مقر عمل الوزير في الخريف من تلك السنة، وبعد ذلك بوقت قصير جدد اشكنازي العلاقة بأحد المقربين منه وهو المقدم احتياط بوعز هرباز، وهو رجل داهية اضطر الى انهاء خدمته في جهاز الاستخبارات بسبب سلسلة ورطات اخلاقية.

        وتوسط اشكنازي بين هرباز ومساعد رئيس هيئة الاركان العقيد ايرز فينر ودبر الاثنان بحسب الاشرطة المسجلة، معا سلسلة مؤامرات ترمي الى اظهار أن باراك وغد. ومع جمع معلومات تدين باراك، لا يتضح أيها يوثق به، ولدت الوثيقة ايضا. ففي 6 أيار 2010 نقل هرباز الى اشكنازي عن طريق فينر وثيقة زعم أنها توثق مؤامرة باراك والعاملين معه للتشهير باشكنازي ولضمان تعيين اللواء يوآف غالنت بديلا عنه. وتم تسريب الوثيقة الى القناة الثانية في 5 آب من تلك السنة ونشرت في الغد. وبين تحقيق قصير للشرطة أن هرباز زور الوثيقة وأن فينر أخرج النسخة التي نشرت من مكتب رئيس الاركان من غير أن يعرف أنها ستنشر، في زعمه.

        وبعد بضعة اسابيع أجازت الحكومة تعيين غالنت رئيسا للاركان لكن التعيين ألغي في آخر لحظة في شباط 2011 بعد أن تورط رئيس الاركان المرشح بقضية اراضي بيته في بلدة عميكام. وعُين غانتس بدلا منه ليصبح رئيس الاركان العشرين للجيش الاسرائيلي. وفي كانون الثاني 2013 نشر مراقب الدولة تقريره النهائي عن القضية الذي ألقى اكثر الذنب على اشكنازي ومن حوله وعلى فينر خاصة. وفي آب 2013 جدد مستشار الحكومة القانوني يهودا فينشتاين مع عدم شهوة سافر تحقيق الشرطة بعد أن عثر المدعي العام العسكري اللواء داني عفروني على اشرطة مسجلة اخرى من مكتب اشكنازي فيها في رأيه اشياء قد تشهد على اعمال اخطر مما تبين الى الآن.

        "أنا وضعت نفسي في المقدمة"

        أثر سوء العلاقات بين باراك واشكنازي في أداء جهاز الامن، وأثر في المزاج العام لمساعديهما القريبين وجر الى داخله رويدا رويدا صحفيين يجعلون انفسهم في صفوف المعسكرين، في غير مصلحتهم. إن المقتبس الذي ظهر في مقدمة التقرير مأخوذ من حديث بين رئيس الاركان ومتحدث الجيش الاسرائيلي تم في 7 أيار بعد أن جاء هرباز الى فينر بالوثيقة المزورة بيوم واحد، ولم يعرف آفي بنياهو ألبتة كما بين تحقيق الشرطة وفحص مراقب الدولة بالوثيقة حتى اليوم الذي نشرت فيه بعد ثلاثة اشهر، لكنه كان مشاركا جدا في الشجار بين الوزير ورئيس هيئة الاركان وتأثيراته في وسائل الاعلام ومن وراء الستار.

        وقبل ذلك بيوم في 6 أيار هاتف المتحدث القديم وكان شديد التأثر، مساعد رئيس الاركان.

        بنياهو: "أنا عصبي كما لا أعرف ماذا. تحدث إلي الآن روني دانيال. كان عند الوزير وقال له (باراك): إسمع، إن غابي اشكنازي ضابط ممتاز وليست لي معه أية مشكلة... وأنا راض عنه جدا. إن المشكلة آفي بنياهو".

        (ويهتم فينر ليعرف من أين عرف بنياهو بما يجري في مكتب الوزير).

        بنياهو: "أنا أعرف اهود باراك. وأنا أحصل على تقرير عن كل حديث تمهيدي له مع مراسل عسكري. ولا أبلغ غابي دائما. أنا لا اريد التسخين، أهذا حسن؟ وأنا في اطار ثقتي مع الاشخاص منذ 20 الى 25 سنة احصل على بلاغ عن كل حديث لكل مراسل عسكري في الدولة تقريبا ما عدا عاموس هرئيل، لنقل، أحسن؟".

        وتحول المتحدث ليصف لقاءا تم قبل ذلك بيوم بين اشكنازي والمحلل العسكري لصحيفة "يديعوت احرونوت"، اليكس فيشمان. وغضب بنياهو لأن اشكنازي تبرأ منه في رأيه ولم يمنحه دعما في الجواب عن الاسئلة التي سألها فيشمان الذي قال إن باراك يظن أن مكتب رئيس الاركان يقف من وراء تعقب في ظاهر الامر لرئيس مقر عمل باراك، يوني كورن. "(أقال اشكنازي) إنني غير مسؤول عما يفعله آفي بنياهو؟ لقد فجر الثقة بيني وبينه. إسمع، أنا شديد التأثر بهذا الشيء ولا اريد أن أرد عليه ألبتة. سأنفجر. ليذهب الى الجحيم. أأنا للبيع؟ كما كانت حال روني نوما بالضبط وكما حصل بالضبط لدودي اوبرمان) تطرق بنياهو الى المساعد السابق والى رئيس مكتب اشكنازي السابق – عاموس هرئيل). إسمع، سافرت الى عمير بيرتس لاشرط الموافقة على أن يكون رئيس مقر عمل وزير الدفاع بأن يكون المدير العام (لوزارة الدفاع). أتعلم ذلك؟"...

        وثقت الاشرطة المسجلة في مكتب رئيس الاركان جوانب كثيرة من عمل اشكنازي والعاملين معه يتعلق بعضها بعلاقاته المتوترة بوزير الدفاع باراك، وتتحدث الاشرطة المسجلة حديثا أوسع من العداوة الشخصية القوية التي نشأت بين الاثنين وهي تتعلق بالخلاف في استراتيجية العمل الممكنة المرادة لمواجهة برنامج ايران الذري (كان باراك من مؤيدي الهجوم مدة ما على الاقل؛ وكان اشكنازي دعامة للمحور المعتدل لرؤساء الاذرع الامنية الذين تحفظوا منه)، وتتناول ايضا العلاقات بالولايات المتحدة.

        وتوثق الاشرطة المسجلة صلات متشعبة بين اشكنازي واشخاص من الساحة السياسية على رأسهم الرئيس شمعون بيرس الذي تحفظ جدا من الزوجين نتنياهو – باراك بسبب الخلاف في الشأن الايراني وتوقع مستقبلا سياسيا لامعا لاشكنازي. وتظهر الاشرطة المسجلة أن رئيس الاركان الذي قام بحملات صيد قوية لمسربين للانباء بين ضباطه، أجاز لنفسه مجال عمل أوسع في علاقاته بالصحافة.