بالصور من المسؤول..شكوى من سوء توزيع المساعدات و« ضعف » في إدارة الأزمة

غزة (خـاص)

في مساحة لا تزيد طولها عن ستة أمتار وعرضها ثمانية أمتار، يتجمع أكثر من 30 شخصاً بين نساء وأطفال ورجال، من عائلة واحدة في "صف دراسي"، يفترشون الأرض، ويقسمونه بينهم بـ "المقاعد الدراسية"، في وضعٍ أقل ما يقال عنه أنه "مأساوي".

هذا الصف الدراسي، واحد من عشرات الصفوف التي تشملها مدرسة تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" بحي النصر بمدينة غزة، لجأ إليها المواطنون المشردون من المناطق الشمالية والشرقية لقطاع غزة، بعد قصف منازلهم خلال العدوان الأخير على غزة.

فالكارثة لم تنته بوقف إطلاق النار المتفق عليه بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الصهيوني، وكل الوجع يكمن في كل مركز إيواء لجأ إليه المشردون من منازلهم بعد القصف المباشر لها من قبل طائرات الاحتلال، لتصبح المعاناة أكبر مما يتصوره عقل.

الاحتلال الصهيوني دمر خلال حربه مايقارب ألف منزل في كافة محافظات قطاع غزة، اضطر بعض أصحابها لتأجير شقق سكنية، وآخرون هربوا من القصف والتدمير لمدارس الأونروا، فيما فضل آخرون بناء خيمة أمام المستشفيات، وقلة اختارت بيتها المدمر لتقيم أمامه خيمة تأويه وعائلته.

سوء توزيع المساعدات

 المواطن أبو صقر العطار من منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، اختار له مقعداً دراسياً في ساحة المدرسة وجلس برفقة عائلته، يفصل حكاية تشرده لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، والتي تحمل مـأساة جديدة، أصعبها انتظار حل لتشردهم في تلك المدارس.

يقول العطار: يعيش أكثر من 60 شخصاً في صف دراسي، في أوضاع مزرية، بعد أن تشردنا لتلك المدرسة بعد قصف المنازل في الشمال، إلا أن المعاناة تزايدت بسبب سوء تكدس المواطنين في المكان، وكثرة المشاكل.

يتدخل المواطن أبو عطا الذي يقطن في صف مجاور ليشكي حال المواطنين في المدارس من مشاكل تراكمت وأمراض انتشرت فيما بينهم وسوء في توزيع المساعدات عليهم، قائلاً: نسمع عن المساعدات في أماكن أخرى لكننا هنا محرومون.

سؤال للمسؤولين

سوء توزيع المساعدات مشكلةً تواجه المواطنين المشردين والتي قصفت منازلهم، فبعضهم يحصل على الكثير وكثر يحصل على القليل أو لا يحصل في أغلب الأحوال.

يسأل آخر تواجد في المكان: "أين المسؤولين لا نرى أحد منهم، تشردنا من منازلنا ونعيش في المكان وسط الأمراض والمشاكل اليومين بين المواطنين، نريد حلاً عاجلاً.."

يضيف الشاب عبد الله الأشقر: حياتنا كلها مشاكل في هذه المدارس نظراً لسوء الأوضاع، فالمياه لا تكفي للجميع، فيما لا يحافظ الكثيرون على النظافة، حتى الغرفة الصحية التي تتواجد في المكان، أقيمت اليوم لأول مرة.

يذكر، أن  حكومة التوافق قررت في أواخر شهر يوليو الماضي، تشكيل لجنة فنية للإشراف على جهود التحضير لإعادة إعمار غزة.

رفض الاتهامات

مدير المركز، قال لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن ما يقارب 1000 شخص يتواجدون في المركز، أي ما يقارب 200 عائلة معظمهم من مناطق شمال قطاع غزة، مشيراً إلى أنه يتم توزيع المساعدات إليهم باستمرار.

ورفض مدير المركز الاتهامات الموجهة لإدارة المركز بسوء توزيع المساعدات والتفرقة بين المواطنين، مؤكداً أن الجميع يحصل على تلك المساعدات بعدل.

أحد أعضاء لجنة توزيع المساعدات بإحدى المراكز والذي اكتفى بذكر اسمه الأول، وجه انتقاداً شديداً للمسؤولين الحكوميين لتقاعسهم عن أداء مهاهم في كيفية إدارة الأزمة، الأمر الذي يسمح بوجود تجاوزات كبيرة في طريقة توزيع المساعدات.

يضيف خالد، هناك عشوائية في التوزيع وانتقائية، فبضعهم يحصل على مساعدات وأخرون يتعففون ولا يطلبون على الرغم من الدمار الكبير الذي لحق بمنازلهم، مطالباً المسؤولين في الحكومة بضرورة العمل على حل هذه الإشكاليات كي لا تتفاقم الأزمة.

مؤسسات تستغل حالة المشردين
فيما كشف الصحفي خالد دياب عبر صفحته على الفيسبوك أن هناك مؤسسات تستغل حالة النازحين المشردين في المدارس والمستشفيات حيق قال :"على مرئى حدث في مشفى الشفاء بمدينة غزّة أن قامت مؤسّسة "خيريّة" تدّعي تقديم المساعدات للنازحين تحديداً في ساحة المستشفى بإرسال شاحنة محمّلة بالفرشات الاسفنجيّة مع مصوّر خاصّ بهم، قاموا بإنزال الفرشات ووضعهم أمام النازحين وتصويرهم ثم جمعهم من جديد إلى الشاحنة والخروج من المكان دون تقديم أي فرشة للناسّ.

وأضاف :" وعند سؤالي لطفلة عن إذا ما كان هذه المشهد يتكرّر جاوبتني "المرّة اللي فاتت وزّعولنا رزّ، مسكته بفكر بدنا ناكله صوّروني وأخدوه وحكولي هادا للمدارس مش إلكم."

وطفلة أخرى قالت له:" "الزلمة اعطانا فرشتين صورونا واخدوهم "

 الصور بعدسة الزميل: داوود أبو الكاس