بالصور رحيل الصحفي الطيب « ابو عفش » يُدمي قلوب وعيون زملائه

غزة

فُجع الزملاء الصحفيين في فلسطين وخارجها بنبأ استشهاد زميلهم الصحفي والمترجم علي أبو عفش، ذلك الشاب الذي عرفته أزقة غزة ومخيماتها من خلال تغطياته الصحفية التي كانت توثق العدوان الإسرائيلي وتفضح جرائمه بحق الاطفال والنساء والشيوخ.

الزميل الصحفي علي كان مرادفاً جديداً لمجموعة من الكلمات، حيث إن ذكر زميلنا ذكرت الطيبة، والنخوة، والبسمة، والمهنية، والخلق، وحب الغير، والمساعدة، تلك الكلمات لا تعبر عن رثاء بقدر ما تعبر عن واقع ذلك الشاب الذي شهد له كل من عرفه ومن التقى به ولو كان اللقاء أقل من الدقيقة.

وكان الزميل ابو عفش استشهد صباح اليوم "الأربعاء"، متأثرا بجروحه أثناء قيام أفراد هندسة المتفجرات بتفكيك صاروخ إسرائيلي سقط على قطاع غزة خلال عمليات القصف الإسرائيلية بدون أن ينفجر.

كما واستشهد الصحفي الأجنبي يدعى كاميلي سيمون ويعمل لدى وكالة "أسوشيتد برس"، إضافة إلى خمسة مدنيين آخرين، وفقا لوزارتي الصحة والداخلية في غزة.

 

الطيب في ركب الشهداء

الصحفي صالح المصري رئيس تحرير "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" يقول في زميله ابو عفش: "فقدان الزميل الصحفي ابو عفش أفجع جل الزملاء الصحفيين، كما فجعنا بفقدان ثلة كريمة من الصحفيين خلال العدوان والحرب الإسرائيلية على غزة".

"هذا الصحفي الخلوق المهذب، هو مثال للصحفي المهني الذي أحبه كل من يتعامل معه، سواء داخل فلسطين او خارجها، نجا من الموت حين أصيبت شقته بصاروخ خلال الحرب لكنه مضى شهيداً ليكتب للدم قصة حبه لفلسطين"، قول المصري في زميله.

ويضيف الصحفي المصري لـ"فلسطين اليوم"بحرقة :"بالفعل استشهاد علي شكل صدمة لكل الصحفيين، واصابنا بالحزن لكن عزاؤنا أنه مضى شهيداً".

وأكد على مضي الصحفيين الفلسطينيين في فضح جرائم العدو الصهيوني، وإيصال صوت المعاناة من غزة الى كل بقعة في العالم، مشيرا ان فتك الاحتلال في الصحفي الفلسطيني لن يفت في عضده من مواصلة التغطية وفضح ممارساته العنجهية.

 

واختتم حديثه قائلاً :"علي ليس أول الشهداء، ولن يكون آخر أحزان القافلة ونحن نتوقع من الاحتلال مزيد من الجرائم"، مطالباً الزملاء الصحفيين بضرورة أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر لتفويت الفرصة على العدو الصهيوني الذي بات يستهدف "العين الفلسطينية" التي ترصد وتوثق فضائحها في كل الاتجاهات.

 

حزن وأسى

اما الصحفي عماد الافرنجي رئيس منتدى الإعلاميين فقال "بكل الحزن والأسى الشهيدين الصحفي والصديق العزيز علي أبو عفش والصحفي الايطالي كاميلي سيمون من وكالة الاسوشيتدبرس".

وأضاف :"إن هذا الإرهاب المنظم الذي يرتكبه الاحتلال بحق الزملاء الصحفيين يتطلب تحركات وإجراءات جادة وسريعة من أجل ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، وتقديمهم للعدالة الدولية وفق الولاية القضائية الدولية بعد أن ثبت تورط القضاء الإسرائيلي في توفير غطاء لجرائم القتل والإرهاب المنظم ضد الشعب الفلسطيني".

وأكد أن الجرائم ضد الصحفيين لن تفلح في ثنيهم عن الاستمرار في أداء رسالتهم بكل بطولة وإيمان بعدالة قضيتهم وأنه مهما اقترف الاحتلال من جرائم فإن الصحفيين والإعلاميين هم شركاء مع الشعب في تسطير أروع  ملاحم البطولة، على طريق الحرية وعلى طريق فضح جرائم هذا الاحتلال الغاشم على الهواء مباشرة أمام العالم بأسره.

 وطالب المنتدى منظمة صحفيون بلا حدود والاحاد الدولي للصحفيين ولجنة حماية الصحفيين في نيويورك الى الخروج من دائرة القول الى الفعل في القيام بكل ما يمكن لحماية الصحفيين الفلسطينيين وملاحقة قتلة الصحفيين ، وتقديم كل مساعدة للصحفيين الفلسطينيين .

ويرتفع بذلك عدد الشهداء الصحفيين الذين سقطوا خلال العدوان المستمر على قطاع غزة الى 15 شهيدا وهم الصحفي شادي حمدي عياد ، والمصور محمد نور الدين الديري ، والصحفي عبد الله فحجان مصور شبكة الأقصى ، وحامد عبد الله شهاب – ويعمل في شركة "ميديا 24"، نجلاء محمود الحاج – إعلامية وناشطة مجتمعية، خالد حمد – شركة "كونتنيو" للإنتاج الإعلامي، عبد الرحمن زياد أبو هين – قناة الكتاب الفضائية، عزت ضهير – إذاعة الأسرى، بهاء الدين غريب – تلفزيون فلسطين، عاهد زقوت – صحفي رياضي، رامي ريان – مصور الشبكة الفلسطينية للإعلام، سامح العريان – من قناة الأقصى الفضائية، والصحفي محمد ضاهر من مؤسسة الرسالة للإعلام.

 

* وفي هذا المصاب الجلل، تتقدم وكالة فلسطين اليوم إدارة وعاملين بالتعزية الحارة من أسرة الصحفي الزميل أبو عفش، والزملاء الصحفيين، داعين أن يتغمده الله بواسع الرحمة والمغفرة.

الصور التالية للزميل الصحفي الاجنبي: كاميلي سيمون والذي أستشهد في ذات الحادثة