خبر المفاوضات عالقة- معاريف

الساعة 08:31 ص|20 ابريل 2014

لا يمكن الوصول الى حل وسط في مسألة الحدود

بقلم: شالوم يروشالمي

"أنا لا أحتاج بنيامين نتنياهو"، قال أول أمس الرئيس الفلسطيني أبو مازن للنواب من اليسار ممن زاروه. "انا لا احتاج أيضا رئيس الاركان. اعطوني ضابطا صغيرا، حتى ملازم، فأسلمه مفاتيح السلطة الفلسطينية. ها هي، خذ وأدر، وفي غضون ساعة أكون في الخارج".

الكثير من الاحباط كان في قول ابو مازن هذا، والذي ترافق وحركات يد واسعة، رغم أنه بدا في اللقاء نفسه متسامحا ومتصالحا. فقد روى ابو مازن لضيوفه  ما عرفوه جيدا، رغم كل التصريحات المتفائلة والنفي من تسيبي لفني. ففي اثناء الاشهر التسعة الاخيرة، منذ بدأت المفاوضات، لم نتقدم في شيء. الامور صعدت وهبطت، اجرائيا أيضا، ولكن احدا بعد لم يلمس بجدية ايا من المسائل الجوهرية: القدس، اللاجئين، المستوطنات أو حدود الدولة الفلسطينية.

أبو مازن، يقترح، بالتالي، بانه عندما تستأنف المفاوضات، يبحث الطرفان في الاشهر الثلاثة الاولى في موضوع الحدود. هذا في واقع الامر هو شرطه لاستئناف المحادثات. لنفترض أن هكذا حصل، واضح للجميع بان المفاوضات ستتفجر مرة اخرى، وبسرعة. فقد تعرفنا جيدا على هذه المسألة قبل بضعة اشهر، عندما وضع موضوع غور الاردن على الطاولة. ابو مازن لم يكن مستعدا لاي تواجد اسرائيلي على نهر الاردن. وأول أمس كشف النقاب امام محادثيه بانه وافق على تواجد أمريكي على النهر.

ما معنى الامر؟ ابو مازن لا يوافق على دولة فلسطينية يتحكم الاسرائيليون بحدودها. اسرائيل غير مستعدة لان يكون جنود أجانب مسؤولين عن هذه الحدود. فكيف سيكون ممكنا الوصول الى حل وسط في هذه المسألة الهامشية نسبيا؟ حتى وزير الخارجية جون كيري لم يجد لذلك جوابا، رغم أنه بعث الى هنا بجنرال امريكي مع مئة من رجال الطواقم والخبراء.

سقوط في الجهل

المفاوضات مع تستأنف على ذلك بسرعة. وفي هذه الاثناء فان لعبة الاتهامات المتبادلة في ذروتها. ادعاءات اسرائيل معروفة. وهي في نظر الكثيرين تعتبر مبررة. فالرفض الفلسطيني للاعتراف باسرائيل كدولة يهودية مقلق. ابو مازن يحاول ان يري بانه هو بالذات الرجل الذي يقترب منا على مدى السنين، ونحن الذين ندحره.

"وافقت على دولة مجردة"، قال ابو مازن للنواب حيليك بار، تمار زندبرغ ورفاقهما من اليسار. "وافقت على تبادل للاراضي. أنا الرجل الذي جاء الى الجامعة العربية وقال انه مستعد لتحل مشكلة اللاجئين بشكل يكون مقبولا من اسرائئيل ايضا. وافقت على طرف ثالث على الحدود. ماذا يريدون مني؟". هذه الايام يقدم في تل أبيب معرض رائع للفنان الاسطوري ليوناردو دي فنشي، الذي كان يعيش في القرن الخامس عشر.

"أسوأ شيء يمكن أن يحصل للفنان هو ان يعجبه فنه"، قال دي فنشي ذات مرة. يمكن ان نقول ذات الامر ايضا على السياسيين في الشرق الاوسط، الذين يعرضون حلولا خاصة بهم للنزاع، لا يمكنها أن تقدم أي شيء.

في هذه اللحظة المفاوضات عالقة. ورئيس الوزراء نتنياهو ملزم بايجاد حل يرضي بالذات نفتالي بينيت، في موضوع السجناء الاسرائيليين الذين يفترض أن يتحرروا في النبضة التالية. معقول الافتراض بانه سيتم الوصول الى صيغة، حتى على حساب التفجير المؤقت للمفاوضات مع الفلسطينيين. فأحد لا يعتزم التوجه الى الانتخابات، ولا حتى بينيت.

بالمناسبة، ابو مازن وجد على حد قوله حلا ممتازا للتصريحات المتطرفة لبينيت، بوغي يعلون، زئيف الكين او داني دانون. "أنا أستمع لنتنياهو فقط. من ناحيتي هم ليسوا ذوي صلة"، قال ابو مازن اول امس لضيوفه وكشف عن بعد آخر من الجهل في السياسة الاسرائيلية. فنتنياهو متعلق بحزبه وبائتلافه. وحتى لو اراد ان يتقدم، فهما اللذان يربطان يديه وقدميه.

مسألة الاقصى

كلمة أخيرة عن الحرم. أول أمس بعث اليّ عيرا ربابورت، عضو مركز الليكود ورجل التنظيم السري اليهودي السابق، الرسالة التالية. "صحفي باحث كان سيكون أشد قليلا على وزير الامن الداخلي"، كتب ربابورت، من سكان مستوطنة شيلو. "الوزير يبعث الى يتسهار بوحدة مختارة كي تسيطر على ستة أو سبعة فتيان لم يستوعبوا بعد بانه توجد دولة. في الحرم عشرات المشاغبين العرب يرشقون الحجارة بهدف المس باليهود وبالشرطة ولالقاء شعب اسرائيل من بلاده، وليس للشرطة قوة لهم؟".

"فلعل الوزير يسيطر مثلما في يتسهار على المسجد الاقصى؟ ولكن أسئلة كهذه لن تسأل لان هذا لا يلائم الاجندة"، أجمل ربابورت. إذن ها أنا، سألت.