تقرير البعوض ينهشُ جلودَ الغزيين.. من المسؤول ؟!

الساعة 01:08 م|05 مايو 2013

غزة (خاص)

يعاني سكان قطاع غزة في هذه الأيام من انتشارٍ "حاد" لحشرات "البعوض"، على اختلاف كثافته من منطقة لأخرى، حيث يشتكي المواطنين من انتشاره بكثافة مما يتسبب لهم باللسع ونقل الأمراض بالإضافة إلى الحساسية التي تتسبب بالحكة.

البعوض فصيلة من  الحشرات من رتبة ذوات الجناحين، حيث تتغذى إناثها على دم الإنسان وأكثر الحشرات الماصة للدماء انتشاراً، ويسبب المضايقة بلدغاته المتكررة، وينقل العديد من الأمراض منها الملاريا، كما يتغذى البعوض أيضا على دم الحيوانات والطيور.

وأكثر الفئات تضرراً من ناحية المكان هم المواطنين الذي يجاورون أحواض "الصرف الصحي المفتوحة" و"مكبات النفايات" و"المناطق الزراعية"، أما من حيث الأعمار فأكثر الفئات تضرراً هم فئة الأطفال.


امتعاض

وأبدى عدد من سكان قطاع غزة شكواهم وامتعاضهم حول تكاثر البعوض في منازلهم والذي سبب الكثير من الحساسية لأجسادهم وأجساد أبنائهم نظراً لقوة لسعاته ولكثرته وكذلك عدم قدرتهم على النوم.

المواطن أحمد تاية (40 عاماً) أوضح أن انتشار البعوض ينغص على الغزيين "ليلهم" بسبب انتشاره ليلاً وتسببه باللسع وحساسية الجلد، علماً أن تاية يعاني حساسية الجلد وهو الأمر الذي يفاقم حالته الصحية ويؤثر عليه بالضرر الشديد.

وطالب تاية بلدية غزة بضرورة ووضع حد لانتشار البعوض عبر رش أماكن تكاثره، وضرورة الاهتمام بالنظافة العامة لشوارع القطاع مما يساعد في تقليص أعداد البعوض.

ودعا وزارة الصحة وبلديات قطاع غزة للتنسيق للقضاء على كثرة البعوض التي حسبما قال "تؤرق الغزيين"، وطالب الجهات المعنية بتوجيه نصائح عامة للمواطنين بالقطاع للحد من الظاهرة وكيفية التعامل مع لدغات ولسعات البعوض خاصة عند الأطفال الصغار.


لم تستطع حماية "رضيعها"

أما أماني صلاح (27 عاماً) فأوضحت أنه ورغم اتخذاها التدابير اللازمة لحماية "طفلها الرضيع من لسعات البعوض" إلا أنه ونظراً لكثرته لم تستطع من رد هجمات البعوض.

ولفتت صلاح أن البعوض هذا الموسم  يختلف عن سابقه من حيث "كبر حجم البعوضة" وتأثير لسعته بالإضافة إلى حالة الحساسية الشديدة التي يتركها بالجسم.

 ودعت بلدية غزة إلى اخذ التدابير الكافية والوقوف عند مسؤولياتها تجاه تلك الحشرات التي وصفتها بـ"القاتلة" مطالبة البلدية بمكافحة بؤر البعوض عبر الرش بالمواد الفعالة اللازمة.

وأرجعت صلاح أسباب انتشار البعوض بشكل كبير إلى ازدياد مكبات "مياه الصرف الصحي"، والى عدم "التنظيف بشكل دوري لمناطق عدة" والى "غياب المكافحة الدورية لأوكار البعوض" و"قلة خبرة البلدية في التعامل مع الظاهرة".

وتسبب لدغة البعوضة التهابا في الجلد خاصة عند الأطفال، وتظهر بقعة حمراء حول مكان اللدغة وقد يتورم الجلد نتيجة لذلك. وهناك أنواع من البعوض قد تنقل المرض للإنسان أثناء تغذيتها على الدم، ومن أهم الأمراض التي ينقلها البعوض مرض الملاريا ومرض الفلاريا وداء الفيل) ومرض الحمى الصفراء.  (

 

حل جذري للمشكلة

وكان المهندس رفيق مكي رئيس بلدية غزة قال إن البلدية  شرعت في حملة واسعة للقضاء على مشكلة انتشار حشرة البعوض في بعض أحياء مدينة غزة، مشدداً على أن البلدية ستعمل على وضع حل جذري للمشكلة في بعض مناطق مدينة غزة.

وبين أنه تم اكتشاف العديد من البؤر في حي الشيخ رضوان وبعض أحياء المدينة وتم التعامل معها ومعالجتها، داعيا المواطنين إلى عدم التردد في إبلاغ البلدية عن أماكن تجمع المياه الراكدة أو أي أماكن تحتمل أن يتكاثر فيها البعوض.ويعد شهر إبريل ومايو من كل عام موسم لتكاثر البعوض.

جاء ذلك خلال جولة للمجلس البلدي ورؤساء الإدارات المعنيين في بلدية غزة  تفقدوا فيها حي الشيخ رضوان أمس اطلعوا فيها على بعض مشاكل المواطنين، وأجابوا على استفساراتهم في لقاء عقد في مسجد التقوى بالحي.

وللتغلب على مشكلة البعوض أو الرائحة الكريهة التي يمكن أن تنبعث من المياه الراكدة، أوضح مكي أن البلدية عملت على تربية أسماك تتغذى على يرقات البعوض لمكافحه بيولوجياً. ووضعت مراوح خاصة في البركة؛ لتعمل على التحريك المستمر للمياه، حتى لا تبقى راكدة فتتحول إلى بؤرة لتكاثر البعوض.

من جانبه أوضح مدير دائرة الصحة والبيئة في بلدية النصيرات المهندس إبراهيم أبو سلطان أن من أسباب انتشار البعوض في المنطقة الوسطى أن العمال يقومون بقص الشجيرات وحرق الأعشاب الجافة وتسليك العبَّارات المؤدية من وإلى الوادي، بالإضافة إلى عملية الرش للقضاء على يرقات البعوض.

وأكد وجود متابعة يومية ودورية من البلدية ووزارة الصحة ووكالة الغوث لهذه المسألة، موضحاً أنه تم البدء بهذه الحملة خلال مارس الماضي بمادة السولار، إلى أن تم اليوم البدء برش مادة الـBTI في إطار الحملة التي ستستمر حتى نهاية العام الجاري.

وقال "نعمل ضمن برنامج مبني على شكاوى المواطنين، إلا أن المعضلة الرئيسية التي تواجهنا أنه يوجد مستنقعات داخلية في الأحياء غير تلك الموجودة في وادي غزة، وهي التي تعمل على انتشار البعوض بين المواطنين".